السنديان ¤©§¤°المديـر العــام°¤§©¤
عدد المساهمات : 719 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 02/09/2011
| موضوع: لم يعد العيد عيداً! الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 11:01 am | |
| لم يعد العيد عيداً!
نعم لقد أصبح العيد في وقتنا الحاضر يوماً عادياً كبقية أيام العام، ولا أعلم السبب وراء ذلك، فقد كنا نستقبل
العيد قبل عقود من الزمن بفرح لا يضاهيه فرح، ونشعر بسعادة غامرة تعم القرية والهجرة والمدينة،
فيجتمع الناس بعضهم مع بعض، ويزورون الأقارب والجيران، حتى إن النساء الكبيرات في السن يستقبلن
الأطفال في بوابات المنازل لتقبيلهم، وبعض الأسر التي أنعم الله عليها تقدم للأطفال العيدية، وهي عبارة عن ريالات
معدودة لكنها كانت تساوي الكثير في نفوس الأطفال في ذلك الوقت،
وكان التواصل الاجتماعي عادة متأصلة في نفوس الجميع، وألسنتهم لا تتوقف عن ذكر الجمل الطيبة: من العايدين،
عاد عيدكم، كل عام وأنتم بخير، جعلكم من عواده. وكانت هذه العبارات تنبع من القلب.
ثم بعد ذلك تقام المناسبات حيث تجتمع الأسر رجالاً ونساء صغاراً وكباراً لتناول الطعام،
والكل يعرف متى يكون دوره فتنقضي أيام العيد والناس يتمنون أن تطول أياماً وأياماً.
أما اليوم فلم يعد للعيد أهمية، فما إن تنتهي صلاة العيد في المشهد حتى يعود الجميع إلى منازلهم للنوم،
فالساكنون في عمارة واحدة ربما لا يتقابلون إلا في الشارع ولا يزورون بعضهم إلا ما في ما ندر،
والشوارع تكون خالية من المارة طوال اليوم.
لقد استمعت إلى فضيلة الشيخ صالح بن حميد وهو يلقي خطبة العيد في المسجد الحرام هذا العام،
يدعو الناس إلى إظهار الفرح وإعلانه، وقد ركز على ذلك تركيزاً واضحاً، وكأنه يطلب منا أن نُعيد للعيد فرحته
وبهجته، ولا تؤثر فينا العوامل الخارجية فنقول: هناك قتل ودمار وكوارث تمنعنا من أن نحتفل بعيدنا.
إن على علمائنا والدعاة وأئمة المساجد واجباً دينياً بأن يعيدوا للعيد مكانته وروحانيته، حتى لا تطغى
الأعياد الأخرى عليه، وأن يكون من ضمن التوعية الدعوة إلى إحياء العادات القديمة من تواصل للجيران
والأقارب، والابتعاد عن القطيعة، وعدم الاكتفاء بالرسائل والهواتف في التهاني، فالزيارات تقرب
القلوب وتقضي على القطيعة بين أفرا د المجتمع. وعلى المسئولين التوسع في إقامة الأفراح
في كل حي من أحياء المدينة وفي كل قرية وهجرة.
صالح مطر الغامدي كاتب واعلامي سبق
| |
|