السنديان ¤©§¤°المديـر العــام°¤§©¤
عدد المساهمات : 719 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 02/09/2011
| موضوع: عيون المها بين الرصافة والجسر الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 6:45 am | |
| عيون المها بين الرصافة والجسر
قدم علي بن الجهم على المتوكل - و كان بدويًّا جافياً - فأنشده قصيدة قال فيها :
أنت كالكلب في حفاظـك للـود ....................... و كالتيس في قراع الخطوب أنت كالدلـــــو لا عدمنـاك دلـواً ........................ من كبار الدلا كثيـر الذنـوب
فعرف المتوكل قوته ، و رقّة مقصده و خشونة لفظه ، وذلك لأنه وصف كما رأى و لعدم المخالطة و ملازمة البادية . فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم لطيف و الجسر قريب منه ، فأقام ستة اشهر على ذلك ثم استدعاه الخليفة لينشد ، فقال :
عيون المها بين الرصافـة والجسـر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري خليلـي مـا أحلـى الهـوى وأمـره أعرفنـي بالحلـو منـه وبالـمـرَّ ! كفى بالهوى شغلاً وبالشيـب زاجـراً لو أن الهوى ممـا ينهنـه بالزجـر بما بيننا مـن حرمـة هـل علمتمـا أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ؟ و أفضح من عيـن المحـب لسّـره ولا سيما إن طلقـت دمعـة تجـري وإن أنست للأشياء لا أنسـى قولهـا جارتها : مـا أولـع الحـب بالحـر فقالت لها الأخـرى : فمـا لصديقنـا معنى وهل في قتله لك مـن عـذر ؟ صليه لعل الوصـل يحييـه وأعلمـي بأن أسير الحب فـي أعظـم الأسـر فقالـت أذود النـاس عنـه وقلـمـا يطيـب الهـوى إلا لمنهتـك الستـر و ايقنتـا أن قـد سمعـت فقالـتـا من الطارق المصغي إلينا وما نـدري فقلت فتـى إن شئتمـا كتـم الهـوى وإلا فـخـلاع الأعـنـة والـغـدر
فقال المتوكل : أوقفوه ، فأنا أخشى أن يذوب رقة و لطافة !
| |
|