اشترى حمام وطيَّره

"... اشترى حمام وطيَّره"

انتهت انتخاباتنا البلدية ولعل نتيجتها الوحيدة، بعد فوز الفائزين، هي عزوف الناس عنها لأسباب شتى لا بد أن تدرسها الوزارة وتعلن نتائجها، فنسبة تصويت 14% لا تبرر صرف المبالغ الطائلة عليها.

وما زالت انتخابات الأندية الأدبية تتنقل في ربوع بلادي، لا تنتهي من ناد إلا لتنتقل للثاني بنتيجة وحيدة، بعد فوز الفائزين، هي الشكوك التي تحيط بعملية الاقتراع.

كانت سهرتنا ممتعة في جيزان الثلاثاء الماضي. أعطونا أرقام المقاعد ووزعوا علينا ريموتات التصويت. الريموت لا يحمل اسم أي شركة مصنعة ولا اسم بلد التصنيع، سأضع صورته هنا حتى يتعرف عليه الزملاء في الأندية الأخرى التي تنتظر دورها.

محمد حبيبي يسأل عن اللائحة وعن برامج المترشحين فيأتي الجواب أن اللائحة مثبتة في موقع الوزارة والمرشح حر في أن يكون له برنامج أو لا يكون.

علمونا كيف ندخل على شبكة التصويت وكيف نقوم بالتصويت عند المناداة باسم مرشح وظهور اسمه على شاشة العرض لمدة 30 ثانية بالضغط على الرقم 1.

أسأل: إذا كان دخولي للشبكة تم بعد ثلاث محاولات فكيف أتأكد أن صوتي وصل، فيأتي الجواب: خلاص ما دمت دخلت الشبكة فتأكد أن صوتك يصل.

هناك أزرار التصويت ( نعم، لا، أمتنع) موجودة على الريموت لكن قيل لنا لا تضغطوا إلا على الرقم 1.

الشبكة لا تظهر إلا اسم المرشح ولا تظهر، حين التصويت له، أي إشارة تشير إلى عدد المصوتين له. بعد انتهاء التصويت تمت قراءة أسماء الفائزين ومجموع الأصوات التي حصل عليها كل فائز، ثم انتقلت اللجنة المشرفة مع الفائزين للطابق العلوي للتصويت على المناصب الإدارية، وهنا تم التصويت ورقيا لا إلكترونيا.

لا نرتاب في نزاهة اللجنة كأشخاص وإنما الطريقة التي يتم بها التصويت تدعو للشك في كل مفاصلها.

الكثير من المال العام يصرف على هذه الانتخابات التي يقابلها الناس بالعزوف أو بالشك.
ليس من مصلحة جهات هذه الانتخابات أن تبقى في ذهننا كحال المثل المصري "معاه قرش محيّره.. اشترى حمام وطيّره".