السنديان ¤©§¤°المديـر العــام°¤§©¤
عدد المساهمات : 719 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 02/09/2011
| موضوع: الحرية.. أساس الصراع بين الأهل والمراهق الخميس سبتمبر 15, 2011 5:32 pm | |
| الحرية.. أساس الصراع بين الأهل والمراهق
إن وضعية المراهق هي وضعية لا تخلو من المغالطة : فمن ناحية يشعر المراهق أنه أصبح راشدا يتألم من العوائق التي يضعها الأهل أمام تحرره واستقلاليته ولكن من وجهة ثانية فإن الأهل لا يمكنهم ترك الحرية الكاملة لأبنائهم إن هذه الوضعية تشكل في أغلب الأحيان أساس الصراع بين الأهل والمراهقين . إن مسؤولية الأهل هي في وضع مبادئ وإقامة حدود للحرية والبرهنة على قيمتها ,وعلى المراهقين أن يعرفوا ماهو موضوع إحترام الأهل وما هو موضوع موافقتهم , فأمر طبيعي أن يعارض المراهقون مبادئ الأهل وأن يقاوموا سلطتهم , إذ لا يمكن أن تتشكل شخصية الفرد بالرضوخ الأعمى والقبول المطلق فمن واجبات الأهل التنبؤ بمشاعر أبنائهم ضد سلطتهم , وقبولهم بمواقفهم . ولكن يجب أن يدرك الأهل أن هناك فرقا بين المنع المطلق والدائم , والمنع الذي يضع حدودا للحرية والتصرف , فلا ينبغي أن نتجاهل ما يفكر به المراهقون , وأن نمنع استجاباتهم الدفاعية بالغضب والثورة على الأهل أن يفرضوا الحدود التي يؤمنون بها بطريقة تحفظ كرامة المراهقين ومواقفهم ولا ينبغي أن تكون هذه الحدود اعتباطية أو خاضعة للمواقف الحالية بل قائمة على مبادئ واضحة والأسلوب الصحيح في التعامل مع المراهقين يجب أن ينطلق من التمييز بين المشاعر والأفعال فلا بأس في أن يكون هناك هامش من التسامح في ما يتعلق بالمشاعر والرغبات ولكن التشدد أمام كل تصرف غير مقبول يجب أن يكون أمرا ضروريا . إن احترام آراء المراهقين وعدم التبخيس في قيمة أحلامهم وطموحاتهم هي حقوق لهم , كما أن واجب التدخل في بعض الأفعال وتقويمها , هما من الحقوق المشروعة للأهل . فما هو أفضل بكثير من النصائح , صورة الاهل والمحيطين لتوجيه المراهق في اتجاه طريق المسؤولية والوعي وبصورة عامة إن البحث عن حرية وهمية من قبل المراهقين , هو نتيجة لتربية قاسية , أو لفقدان أي شكل من أشكال التربية , ففي كلا الحالتين يشعر المراهق بالحاجة إلى الرغبة في فرض نفسه ككائن مختلف عن الراشدين , أكثر مما يشعر بالحاجة إلى الحرية , فالأهل الذين يفرضون عليه تربية غير متوافقة يخلقون مناخا من عدم الإطمئنان , فيحاول عندئذ التخلص من هذه التأثيرات الصادة ويتخذ الموقف الإنسحابي بأسم الحرية . موقفان يعتبران سلبيين يتخذهما الأهل عادة تجاه مطلب الحرية من قبل المراهقين , في الموقف الأول نجد محاولة إظهار القوة من قبل الأهل , ومحاولة التثبت من منهما الأقوى , فيستجيب الأله لعدوانية المراهق ووقاحته بحرمانه من الخروج من البيت أو بحرمانه من المال ...إلخ , وفي الموقف الثاني يستجيب الأهل للعدوانية والوقاحة بمحاولة عدم الإهتمام أو عدم الإكتراث , إما ظاهريا وإما بطريقة مقنعة . إن هذين الموقفين يؤديان إلى أن أزمة النمو في مرحلة المراهقو , التي هي أزمة مؤقتة , قد تصبح أساسا لنزاع عميق ومستمر بين المراهق والأهل . إن المراهق الذي بدأ يعي ذاته يرغب في أن يرى فغي أهله قيم الراشدين , لأن الوعي بالذات يصاحب في الوقت نفسه بالوعي بالآخرين , فالمراهق لا يتطلب من الأهل الكمال الذي بدأ يدرك أنه وهم من الأوهام بل يطلب أن يتحملوا بإخلاص مسؤوليتهم لمساعدته على تقبل ذاته . م/ن | |
|