يحيى باجنيد
أنت جدير بهذا العالم المختلف، ولا أقول العالم الجديد، الذي نفقد فيه، بعوادم المادة وشوائبها، القدرة على الارتقاء.!
عالم له نظامه المختلف..
لك فيه جرمك الخاص.. وهو أكبر بكثير من حجم قدرتك على التخيل..
عالم تنفذ من أقصاه إلى أقصاه بلا ركض..
وتحلق فضاءه بلا أجنحة..
عالم لا (تفحيط) فيه ولا (بواري)..
ولا عوادم.. ولا ملوثات.!
.............
ها أننا الآن (يا صاحبي) هناك.. بالأمنيات نجوب مدن الشموس والأقمار،
في سواد الليل نرى بياض حلمنا..
ونقرأ في جريدة الصباح، أخبار نصف قرن من عمرنا..
تراه العين..
وتسمعه الأذن..
ويعيه العقل..
وتدركه الحواس.!
وحيث إن نظام كوكبك (المفترض) لا ينجذب إلا لمن يشبهك وتشبهه.. ويألفك وتألفه.. ويصطفيك وتصطفيه.. فلن يقتحم سرادقك غريب ما كنت تطيقه ولا يطيقك.. فإن في العالم (المختلف) مليارات الكواكب التي يمكن أن يسكنها بعيدا عنك..
وسترى أية لغة تلك التي تتحرّك بها شفتاك.!
وأي نغم ينسكب في أذنيك.!
إن هذا العالم الجميل يتناغم مع جمالك الذي لا تراه إلا في عيون من له نظام
كوكبك..
وفي النهاية، لست بحاجة إلى مرآة (نرجس)، المفتون على الأرض بذاته، المحروم من التأمل في جمال صنع الله وآياته.!
...........
سطر من دفتر الوجدان:
" لوْ بيدّي شي، لوْ هو الوِد ودِّيما يصير الوقت والأيام ضدِّي وانْتِ يَلّي في حياتي أو حياتي كيف تبعدك الليالي وانت عِندي؟! بحر حبك ما به أمواج وشواطي وحب غيرك بين جزر وبين مدِّ".!